استذكار
الإبادة الجماعية بحق الإيزيديين في ذكراها الحادية عشرة
بيانات
8/3/2025
في الثالث من آب من كل عام، نستذكر بألمٍ وحزنٍ عميقين واحدة من أبشع الجرائم التي شهدها العراق في تاريخه المعاصر، جريمة الإبادة الجماعية التي ارتكبتها التنظيمات الإرهابية بحق أهلنا الإيزيديين في قضاء سنجار ومحيطه.
لقد ارتُكبت هذه الجريمة اللا إنسانية بكل وحشية من قتلٍ وسبيٍ وتهجيرٍ قسري جماعي، وسط خذلان واضح من الحكومة الاتحادية وفشل ذريع في أداء واجبها بحماية المواطنين الأبرياء تاركةً آلاف العائلات الإيزيدية فريسة للإرهاب.
وبعد مرور أكثر من عقد على تلك الفاجعة ، لا تزال العدالة غائبة ولم تُتخذ حتى اليوم الإجراءات الكفيلة بمنع تكرار مثل هذه المأساة ولم يُحاسب الجناة على ما اقترفوه من فظائع كما لم تُؤمَّن العودة الكريمة والآمنة للناجين والناجيات إلى ديارهم.
إن ما يزيد من ألم هذه الذكرى أن الإيزيديين لا يزالون يعيشون أوضاعًا إنسانية صعبة ومحزنة وسط انتشار الجماعات المسلحة في مناطقهم وفرض سطوتها على حياتهم اليومية في وقتٍ تستغل فيه بعض الأحزاب السياسية ـ من مختلف المكونات ـ مأساة هذا الشعب الأصيل وتُتاجر بقضيته العادلة بدلًا من السعي الجاد لإنصافه وتمكينه من حقوقه الكاملة كمواطنين أصيلين في هذا الوطن.
وما يُعمّق الجرح أكثر، هو أنـه وبعد مرور أحد عشر عامًا لم تتم محاسبة أو محاكمة المتسببين في سقوط مدينة الموصل وهو الحدث الذي شكّل العامل الرئيسي في تمكين الجماعات الإرهابية من تنفيذ جريمة الإبادة بحق الإيزيديين. كذلك، لم يُفتح تحقيق جاد حتى الآن بشأن تقصير الجهات المعنية في حماية الإيزيديين وتركهم عرضة للقتل والسبي والتهجير دون أن تُمدّ إليهم يد الدولة التي كانت غائبة تمامًا عن المشهد.
وفي هذا اليوم الأليم، نجدد تضامننا الإنساني الكامل مع العائلات الإيزيدية المنكوبة، ونؤكد أن العدالة الحقيقية لا تتحقق إلا بكشف الحقيقة ومحاسبة الجناة وتعويض الضحايا وإعادة إعمار مناطقهم وضمان عدم عودة الظروف التي سمحت بارتكاب تلك الجريمة من جديد.
رحم الله شهداء الإبادة الجماعية وشفى الجراح التي لم تندمل بعد،
ولن يكون العراق حرًا ما لم ينصف جميع أبنائه دون استثناء.
تجمع الاستقلال العراقي
3 آب 2025
استذكار